عندما تصبح يوما فتجد حياتك سوداء مظلمة ..
لا يوجد حولك من يواسيك محنتك ..
تتجمد اللحظات وتتجمد معها أنفاسك ..
تجد نفسك تعيش وحدة قارصة ..
فتهرع إلى رفيق الصبا..
رفيق درب الهدى !
أنت تعلم يقينا بأنه دائما في انتظارك ..
وأنه أحلى ما في حياتك ..
وأحب إليك من أهلك و مالك ..
وما العجب فقد تحاببتم في الله ..
فتهرول إليه ليرفع عنك كل ما يثقل كاهلك ..
وتتوسد صدره تبكي حالك ..
دون خجل فهو نفسك وأقرب إليك من روحك ..
لكنك تجده تخلى عنك كما تخلت عنك الدنيا بأسرها !
أعرض عنك وهو أحب الناس إليك على هذه الأرض الواسعة ..
فتناشده بالله أن يبقى ليلة واحدة ..
هو من يضئ حياتك ويرسم البسمة على ثغرك رغم ابتلاءك ..
فلا يرحم عويل قلبك وأنين دمعك !
لا يرحم ضعفك !
فيولي مدبرا ..
غير مكترثا لعهد الأخوة ..
حتى أخاك خيب ظنك ..
ونكص عهده وكذب في وده ..
ورد رجاءك !
فتضيق عليك الدنيا بما رحبت ..
وتزداد عتمة الليالي ..
وتبيت هائما على وجهك تشكو حالك ..
قسوة لياليك !
وغدر إخوانك !
فتجد دنياك بغير نهار ..
وتنظر فترى عينك قد تقرحت من كثرة هطول عبراتك !
وشاخت قسماتك !
لااااااااااااااااااااااااااااااااا
رويدك !
قف ..
وكفاك حزنا !
وندبا !
وعويلا !
ألم تدرك لم ابتلاك ربك هذا الابتلاء !!!؟
ألم تعي معنى هذه الرسالة الربانية !!؟؟
إنه يريدك أن لا تشتكي إلا إليه ..
ولا تحب إلا إياه ..
ولا تناجي سواه ..
ولا تلجأ إلا له ..
ولا تنطرح على باب العباد طالبا العون والعزاء ..
بل تخر ساجدا طارقا بابه باب الرجاء !
هو يريدك أن تعلم أنك مهما اتخذت خلان فهو خير وأبقى وأوفى لك !
هو يريدك أن تتعلم أن لا ملجأ منه إلا إليه ..
ولا مفر إلا إليه ..
فهو الوحيد الذي لن يتخلى عنك وإن تخلت عنك الدنيا بأسرها !
هو الوحيد الذي ينتظرك رغم طول هجرانك ..
ورغم كثرة ذنوبك ..
هو الذي شرك إليه صاعد وخيره إليك نازل ..
هو الله
أرحم الراحمين ..
جابر المنكسرين ..
وناصر المظلومين ..
هو أرحم بك من أمك !
هو القريب ..
هو أقرب إليك من حبل الوريد ..
فلماذا تطرق باب من لا يضر ولا ينفع ؟
ولا تطرق باب من يضر وينفع !
لا تشتكي إلى مخلوق وأشتكى إلى حبيبك الذي لن يرد يدك صفرا خائبتين !
اشتكي إلى من يسمع أنينك والناس رقود ..
ويرى دموعك والناس عنك غافلين ..
ويسمع شكواك ومن حولك لاهين ..
لا تحزن فالله معك باق لن يتركك أبدااااااااا