هناك مَن تكون متطلَّبات عمله تُجبره على أن يعمل بطريقة مضنية، تُوصله إلى حالة من الارهاق الشديد. لكن عندها، لابدّ أن يكون هناك قرار: إمّا حياتك، أو هذا العمل المتعب.
وقد يجدر بك طلب مساعدة طبية لتهدئتك، وربّما مساعدة نفسية لتعلّمك أهمية الحياة. لكن أيضاً هناك مساعدات أُخرى، نفسية وروحانية.
ربّما عليك، في لحظة شجاعة، أن تقف قليلاً وتسأل نفسك، هذا السؤال الجاد: ما الذي يجب أن أعمله حتى أوقف هذا الألم النفسي عندي؟
هناك تمارين التأهيل التي تلعب دوراً جيِّداً في جعلك أقل إمتصاصاً للألم النفسي، وهناك إعادة برمجة دماغك، بمفردك أو بمساعدة مختص (NLP)، بحيث تكون قادراً على تحويل إنتباهك عن هَمّ العمل وإيقافه عن التسبّب في أذيتك. هناك أيضاً طريقة الإيحاء الذاتي، التي تجعلك تضع في رأسك فكرة أن قابليتك للتحمُّل عالية. وهناك طبعاً تمارين الإسترخاء الجيِّدة التي تجعل عضلاتك في حالة هادئة.
من الأمور المهمة، أن تصل إلى قناعة بأن عليك أن تأخذ قسطاً كافياً من النوم، لأن معظم المتعَبين من مشكلات العمل لا ينامون مدة كافية، وهذا الأمر يجب أن يتحقق حتى لا تمرض. وإن شعرت بأن هناك إحتمالاً لأن تمرض، فمن الضروري أن تُراجع طبيبك، حتى يصف لك الدواء المناسب.
وهناك عدد كبير من الأعشاب التي قد تسهم في جعلك أكثر راحة. ولكن حتى هذه، يُفضَّل إستشارة الطبيب بشأنها.
لكن المتعَبين من العمل في حاجة ماسة إلى أن يزيدوا طاقتهم بالغذاء. وإن كان فيتامين (C) هو الأساس، وكذلك فيتامين (B5) إلا أنّ كل مُتعَب في عمله، عليه أن يُراجع متخصصاً في التغذية ليساعده. فالتغذية المتوازنة تسهم في إتخاذ قرارات متوازنة في حياة الإنسان. أوَلَم يقولوا: "العقل السليم في الجسم السليم".
هناك نقطة مهمة جدّاً، وهي أنّ العلاقات الإنسانية العامة، والعلاقة العاطفية الخاصة، قادرة على جعل الإنسان يملك ناعة تَقيه الإنهيار أمام ضغوط العمل. لذا، فإنّ المسجد والنادي والعلاقة العاطفية مع الزوجة أو الزوج والأبناء، إذا تم التركيز عليها، يصبح الإنسان أكثر صحة ومناعة إزاء جو العمل المرهِق.