ملتقى شباب بلادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى شباب بلادي

من أجل مغرب مثقف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 جيل الشباب.. جيل العمل والإنتاج

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
men-hona
المدير العام
المدير العام
men-hona


ذكر
عدد الرسائل : 58
العمر : 40
الدولة : maroc
المهنة : journaliste
الهوايات : le theatre
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

جيل الشباب.. جيل العمل والإنتاج  Empty
مُساهمةموضوع: جيل الشباب.. جيل العمل والإنتاج    جيل الشباب.. جيل العمل والإنتاج  Icon_minitime23.02.11 13:47

البطالة مشكلة إقتصادية، كما هي مشكلة نفسية، وإجتماعية، وأمنية، وسياسية. وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج، لأنّه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة.
فالشاب يفكّر في بناء أوضاعه الإقتصادية والإجتماعية، بالإعتماد على نفسه، من خلال العمل والإنتاج، لاسيّما ذوي الكفاءات، والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص، وإكتساب الخبرات العملية، كما ويعاني عشرات الملايين من الشباب من البطالة بسبب نقص التأهيل وعدم توفر الخبرات لديهم، لتَدنّي مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم، أو أولياء أمورهم.
وتؤكد الإحصاءات أنّ هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي يعانون من الفقر والحاجة والحرمان، وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج، وإنشاء الأسرة، أو عجزهم عن تحمل مسؤولية أسرهم.
تفيد الإحصاءات العلمية أنّ للبطالة آثارها السيِّئة على الصحة النفسية، كما لها آثارها على الصحة الجسدية. إنّ نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل (يفتقدون تقدير الذات، ويشعرون بالفشل، وأنهم أقل من غيرهم، كما وجد أن نسبة منهم يسيطر عليهم الملل، وأنّ يقظتهم العقلية والجسمية منخفضة)، وأنّ البطالة تعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين مازالوا في مرحلة النمو النفسي.
كما وجد أنّ القلق والكآبة، وعدم الإستقرار يزداد بين العاطلين، بل ويمتد هذا التأثير النفسي على حالة الزوجات، وأنّ هذه الحالات النفسية تنعكس سلبياً على العلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشاكل العائلية.
وعند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، يقدم البعض منهم على شرب الخمور، بل ووجد أن 69% ممن يقدمون على الإنتحار، هم من العاطلين عن العمل.
ونتيجة للتوتر النفسي، تزداد نسبة الجريمة، كالقتل والإعتداء، بين هؤلاء العاطلين.
ومن مشاكل البطالة أيضاً هي مشكلة الهجرة، وترك الأهل والأوطان التي لها آثارها ونتائجها السلبية، كما لها آثارها الإيجابية.
والسبب الأساسي في هذه المشاكل بين العاطلين عن العمل، هو الإفتقار إلى المال، وعدم توفره لسد الحاجة.
إن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، يؤدي إلى أن ترتد عليه تلك الطاقة لتهدمه نفسياً مسببة له مشاكل كثيرة.
وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم إلى مشاكل أساسية معقّدة، ربّما أطاحت ببعض الحكومات، فحالات التظاهر والعنف والإنتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس المال فهم المسؤولون في نظر العاطلين عن مشكلة البطالة.
وقد حلل الإسلام مشكلة الحاجة المادية والبطالة، تحليلاً نفسياً كما حللها تحليلاً مادياً:
منها ما روي عن رسول الله (ص) قوله: "إنّ النفس إذا أحرزت قوتها استقرت".
وعن الإمام جعفر الصادق (ع): "إنّ النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت قوتها اطمأنت".
وهذا النص يكشف العملية التحليلية للعلاقة بين الجانب النفسي من الإنسان، وبين توفر الحاجات المادية، وأثرها في الإستقرار والطمأنينة، وأنّ الحاجة والفقر يسببان الكآبة والقلق وعدم الإستقرار، ما يستتبع ذلك من مشاكل صحية معقّدة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكر، وضغط الدم، وآلام الجسم، وغيرها.
والبطالة هي السبب الأوّل في الفقر والحاجة والحرمان، لذلك دعا الإسلام إلى العمل، وكره البطالة والفراغ. بل وأوجب العمل من أجل توفير الحاجات الضرورية للفرد، لإعالة من تجب إعالته.
ولكي يكافح الإسلام البطالة دعا إلى الإحتراف، أي إلى تعلم الحرف. كالتجارة والميكانيك والخياطة وصناعة الأقمشة والزراعة… إلخ، فقد جاء في الحديث الشريف: "إنّ الله يحب المحترف الأمين".
ولقد وجه القرآن الكريم الإنظار إلى العمل والإنتاج، وطلب الرزق: فقال: (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه والنشور) (الملك/ 10).
وقال: فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله) (الجمعة/ 10).
واعتبر الرسول الكريم محمد (ص) العمل كالجهاد في سبيل الله. فقد روي عنه (ص) قوله: "الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله".
وروي عن الإمام علي (ع) قوله: "إنّ الأشياء لمّا ازدوجت، ازدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقر".
وفي التشديد على التحذير من البطالة والكسل والفراغ، نقرأ ما جاء في رواية الإمام الرضا عن أبيه موسى بن جعفر (ع) قال: "قال أبي لبعض ولده: إيّاك والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك في الدنيا والآخرة".
وقد جسّد الأنبياء والأئمة والصالحون هذه المبادئ تجسيداً عملياً. فكانوا يعملون في رعي الغنم والزراعة والتجارة والخياطة والنجارة.
وقد وضح الإمام علي بن موسى الرضا ذلك، فقد نقل أحد أصحابه، قال: "رأيت أبا الحسن يعمل في أرضه، قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك، أين الرجال؟ فقال: رسول الله (ص) وأميرالمؤمنين وآبائي، كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين".
إنّ كل ذلك يوفر لجيل الشباب وعياً لقيمة العمل، وفهماً عميقاً لأخطار البطالة. مما يدعوهم إلى توفير الكفاية المادية، والكرامة الشخصية بالعمل والإنتاج، والإبتعاد عن البطالة والكسل.
ومن أولى مستلزمات العمل في عصرنا الحاضر، هو التأهيل الحرفي والمهني، وإكتساب الخبرات العملية. فالعمل يملأ الفراغ، وينقذ الشباب من الأزمات النفسية، ويلبي له طموحه في توفير السعادة، وبناء المستقبل.
وكم تجني الأنظمة والحكومات، لاسيّما الدول الرأسمالية، والشركات الإحتكارية، على أجيال الشباب في العالم الثالث، باستيلائها على خيراته وثرواته، وإشعال نيران الحروب والصراعات والفتن، وإستهلاك مئات المليارات بالتسليح والإقتتال. مما يستهلك ثروة هذه الشعوب، ويضعها تحت وطأة البطالة والفقر والتخلف والحرمان، لذا يجب أن نتسلح بالوعي السياسي والإجتماعي، ونعمل على إستثمار ثرواتنا، وتنمية الإنتاج والخدمات لأجيال الحاضر والمستقبل.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.maktoobblog.com/men-hona
 
جيل الشباب.. جيل العمل والإنتاج
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى شباب بلادي :: المنتديات العامة :: كتب أوماتخافش... فكلنا هنا-
انتقل الى: