ملتقى شباب بلادي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى شباب بلادي

من أجل مغرب مثقف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 قليل من الضعف مفيد أحياناً.. وإنساني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
men-hona
المدير العام
المدير العام
men-hona


ذكر
عدد الرسائل : 58
العمر : 40
الدولة : maroc
المهنة : journaliste
الهوايات : le theatre
تاريخ التسجيل : 16/04/2007

قليل من الضعف مفيد أحياناً.. وإنساني  Empty
مُساهمةموضوع: قليل من الضعف مفيد أحياناً.. وإنساني    قليل من الضعف مفيد أحياناً.. وإنساني  Icon_minitime23.02.11 13:38

أن تكوني إمرأة هشة أحياناً، بمعنى غير صلبة ولا قوية في مواجهة الشدائد، هو أمر ليس جيِّداً في نظر المجتمع، لكنّه يمكن أن يكون مفيداً نسبياً لك. أن تتقبَّلي كونك إمرأة هشّة معناه أن تعرفي حدودك وحدود إمكاناتك وتتواصلي مع الآخرين وهذا ما يوضحه الخبراء في علم النفس.
تشعرين بغصة كبيرة في قلبك بعد شجار هائل مع صديقة عزيزة عليك، أو تفقدين صوتك مع إقتراب موعد إجتماع مهم، أو تشعرين بأن ساقيك صعيفتان وأنك ستنهارين عندما تواجهين حالة حداد، هذه كلها ليست سوى بعض من أشكال الضعف الإنساني وهشاشة الشخصية المرهفة، فضعفنا الإنساني يمكن أن يتخذ مظاهر عدة.
على الرغم من أننا لا نحب إظهار هشاشتنا، وعلى الرغم من أنّ المجتمع من حولنا لا ينظر بنظرة رضا إلى الشخص شديد الحسّاسية، إلا أن إظهار هشاشتنا وضعفنا أحياناً يكون ضرورياً، لأنّه يجعلنا نعترف بأحاسيسنا وندخل في علاقة تواصل مع ذواتنا، وفي جميع الأحوال علينا ألا ننسى أنّ الهشاشة والضعف هي أصل الإنسان الذي خلق من تراب وإليه يعود، فلا ينبغي أن يحرجه الإعتراف بضعفه.
- أصل الضعف:
إنجاب طفل جديد مثلاً، هو حدث يجعل الأب والأُم يعيدان النظر إلى الحياة ويعيدان ترتيب أوراقهما. والحقيقة، إنّ الإنسان كائن هش منذ ولادته وعلى مدى وقت طويل أكثر من أي كائن حي آخر. تقول الأخصائية النفسية ماري بالماريك "يجب ألا ننسى أننا ككائنات حية، علينا أن نحيط أنفسنا بالكثير من الرعاية والعلاج فقط لكي نستطيع أن نعيش وننمو". وتضيف: "نحن في الواقع أكثر الكائنات الحية هشاشة، وهو معطى نميل دائماً إلى تجاهله أو إلغائه مع تقدم العلوم والتكنولوجيا. ومن دون أن نعي ذلك، فأن يصبح الفرد بالغاً هو أيضاً مفهوم يسير يداً بيد مع فكرة الخروج من حالة الهشاشة، لكن الفرد سواء كان كبيراً أو صغيراً، وسواء كان رئيس دولة عظمى أم كان خبازاً بسيطاً، فإنّه لابدّ أن يتوفر على جانب من الضعف والهشاشة يميزه كإنسان".
- الضعف شيء نسبي:
"من ضعفنا يأتي نجاحنا في نسج العلاقات الإجتماعية"، تقول الأخصائية النفسية ماري بالماري: "فلو لم نولد بهذه الهشاشة لما طورنا قدرتنا على التصرف بشكل جماعي". والحقيقة أن بناء المجتمع الإنساني ككل قائم على كوننا نقول لبعضنا بعضاً: "ساعدني، افعل معي كذا، سأساعدك على كذا، هل ستعلمني كذا..". وهكذا، فإن إظهار هشاشتنا ككائن بشري أمر إيجابي، "لكي نفكر بشكل جماعي، يجب الإنطلاق من الإعتراف بالنقص، والإعتراف بأنّه غير قادر وحده على مواجهة كل شيء، سواء في المجال الشخصي أم في المجال المهني"، بحسب ما توضح الدكتورة في العلوم الإقتصادية والإجتماعية، إلينا لاسيدا.
وعلى العكس من ذلك، فأن يعيش الفرد كما لو أنّه لا يمكنه الإعتماد إلا على نفسه، هو أمر ينتج علاقات قائمة على تصادم المصالح والمنافسة الشرسة. غير أنّه يكفي حدوث كارثة طبيعية مثلاً لكي تُعرِّي ضَعف الإنسان وهشاشته، وتكشف عن تضامُن بَني البشر مع بعضهم بعضاً، هذا التضامُن الذي قد لا يظهر إلا في مواجة قَوى الطبيعة. وتقول الأخصائية النفسية: "ما إن نتذكر أننا لسنا خالدين وأنّ الموت قريب منّا، حتى نُعامل بعضنا بعضاً بمزيد من الإهتمام".
من جهة أخرى، يجب أن نعلم أن جَوْدة علاقاتنا تقوم على إعترافنا بإختلافاتنا، لأنّها تشكل واحدة من مناطق ضعفنا. وتُشير لاسيدا إلى أنّه "عندما لا تعرف مَن يكون الآخر، فإنّ الطريقة الوحيدة المتاحة لك هي أن تتواصل معه وتتقبّل منطقة الهشاشة ومنطقة اللامعروف بالنسبة إليك، وأن تستمع إليه". مُضيفةً: "هكذا تصبح الهشاشة والضعف الإنساني جواز مرور نحو عمل جماعي حقيقي، على المستويين الشخصي والعملي".
- إظهار الضعف شيء يُتعلم:
في الغالب، يكون ممنوعاً علينا منذ الطفولة أن نُظهر ضعفنا أمام الآخرين، وسواء تعلَّق الأمر بسقطة خفيفة، أم بالإفتراق عن أحد الوالدين أم بوفاة حيوان أليف نحبه، غالباً ما يُؤمَر الطفل بألا يبكي، لأنّ ذلك عيب وسيَسخَر منه الآخرون إن فعل، وان يتصرف مثل البالغين. لهذا، فإنّ الفرد إن حاول عندما يكبر أن يُبيِّن ضَعفه وهشاشته أمام الآخرين، سيكون عليه أوّلاً أن يعترف بها. وسيكون عليه أن يتعلّم كيف يشعر بأنّه ضعيف، وأنّه أقل قدرة على مُواجهة الموقف. مثلاً عند الإنفصال عن حبيب أو حبيبة، عند وفاة شخص عزيز، عند مواجهة المرض. إنكار تأثير بعض المحن الكبرى، التي تواجهنا ونشعر أمامها بالضَّعف، من شأنه أن يضعفنا على المدى الطويل، أن يجعلنا نشعر بضعف مستمر في الزمان، بينما تقاسم هذا الضعف مع الآخرين بإعلانه أمامهم، يخلق روابط بين الناس ويشكل دعوة لهم لمساعدة الفرد. بالتالي، يسترجع المرء قوته بعد فترة قصيرة.
- الإكتئاب يضعفك أكثر:
من أبرز مظاهر الضعف غير المعترف بها، مرض الإكتئاب. والأطباء، شأنهم شأن كل المحيطين بالفرد، كثيراً ما لا يأخذون بعين الإعتبار ضعف المريض إزاء مواجهة شدائد الحياة كمسبِّب للإكتئاب. "الرغبة في شفاء الإكتئاب بدلاً من فهمه تمنع حدوث الشفاء"، بحسب ما تحذر الأخصائية النفسية لاسيدا، وتذكرنا بأن "ضعفاً كبيراً يَظهر في كل مرّة، يعيش فيها الإنسان تحوّلاً كبيراً في حياته". تقول: "هنا يمكن فهم الإكتئاب على أنّه نداء من كائن ضعيف، يطلب الدخول إلى عالم آخر، عالم العلاقة مع الآخر والتحدث والتضامُن معه والإعتراف بالذات، لأجل ما هي عليه وليس لأجل ما يعتقد الفرد، أنّ عليه أن يصبحه". تُضيف: "هنا مَكمَن الخلل، تقبُّل الإنسان ضعفه وهشاشته، والتحدث عنهما قبل أن تطفو وتُسيطر، يتطلّب أيضاً ان يرفض ويَثور على الانصياع لمجتمع يحب أن يظهر أفراده وجه القوة والنجاح والشباب فقط، لا في وجه الضعف أو الهشاشة. وهذا بلا شك هو أصعب جزء في الموضوع". هنا، تسأل لاسيدا: "هل لدينا خيار آخر لكي نتصرف بخلاف ما خُلقنا عليه كبشر؟".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.maktoobblog.com/men-hona
 
قليل من الضعف مفيد أحياناً.. وإنساني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
ملتقى شباب بلادي :: المنتديات العامة :: كتب أوماتخافش... فكلنا هنا-
انتقل الى: