دعارة القاصرين في المغرب : تحولت إلى مادة صحافية ...
كاتب الموضوع
رسالة
men-hona المدير العام
عدد الرسائل : 58 العمر : 40 الدولة : maroc المهنة : journaliste الهوايات : le theatre تاريخ التسجيل : 16/04/2007
موضوع: دعارة القاصرين في المغرب : تحولت إلى مادة صحافية ... 18.05.07 13:34
دعارة القاصرين في المغرب : تحولت إلى مادة صحافية مغرية في وسائل الإعلام الأجنبية ...دعارة القاصرين في المغرب : تحولت إلى مادة صحافية مغرية في وسائل الإعلام الأجنبية يحذر مهتمون من تنامي ظاهرة دعارة القاصرين والقاصرات في العديد من المدن السياحية المغربية بشكل مثير بعد كارثة تسونامي، لدرجة تحولت معها الظاهرة التي يغديها الفقر والحاجة إلى مادة صحافية مغرية لوسائل إعلام أجنبية، وكرد فعل على ما تداولته صحف وتلفزيونات أجنبية حول الظاهرة باشرت السلطات المغربية سلسلة من الاعتقالات في صفوف الوسطاء والضحايا، فما هو دور المجتمع في استشعار الخطر والتصدي لظاهرة أضحت تهدد تماسك المجتمع المغربي؟ بثت القناة الإسبانية الثالثة "أنتينا تريس" الخميس 19 يناير الماضي، في برنامج ’’سبعة أيام سبع ليالي’’ الذي تقدمه تيريزا فييخو، تحقيقا بعنوان ’’ثمن الطفل القاصر بالمغرب’’، خصص للحديث عن السياحة الجنسية بالمغرب في كل من مدن مراكش والدار البيضاء وطنجة. وقد أثار هذا البرنامج استياء كبيرا في صفوف عدد كبير من المغاربة المقيمين بإسبانيا، والذين خجل معظمهم من الكشف عن هويتهم في اليوم الموالي لهول ما عرض عن المغرب، الذي وصف في البرنامج بأنه يجني 200 مليون أورو سنويا من تجارة دعارة القاصرين. تحقيق أنتينا تريس أعاد فتح جرح عميق لم يندمل بعد لدى العديد من المغاربة. جرح كانت وراءه فضيحة بطل الأشرطة الجنسية البلجيكي "فيليب السرفاتي"، الذي مرغ كرامة المغاربة في الوحل من خلال أشرطته الجنسية التي ظهر فيها رفقة فتيات مغربيات في أوضاع شاذة. وهي الأشرطة التي اخترقت كالوميض الحدود المغربية ملوحة في سماء مختلف الدول الأجنبية، لتعطي صورة لدى الأجانب في منتهى البشاعة عن رخص الجسد المغربي. لا يفصل بين الفضيحتين زمن طويل، إذ لم يكد المغرب يطوي صفحة "بنات السيدي" بعد استفادتهن من عفو ملكي بمناسبة عيد الأضحى الأخير، حتى اندلعت قضية تجارة القاصرين، لتكون أول فضيحة جنسية تسجل خلال سنة 2006. لعل برنامج ’’سبعة أيام سبع ليالي’’ بالقناة الإسبانية الثالثة كان قاسيا، كما علق الكثير من المتتبعين. قاسيا في الصور التي بثها وفي التعليقات التي صاحبتها كذلك، وهو الشيء الذي جعل العديد منهم يتهمونه بالتحامل، بمن فيهم السلطات الأمنية التي ذهبت بعيدا بتحليلاتها، وحاولت إعطاء صورة أخرى عن الموضوع، صورة تحاول التخفيف من حدة الصفعة التي تلقاها المغاربة من جراء المعطيات المفزعة التي عرضها هذا التحقيق، وذلك من خلال الإيحاء بأن كل الذين ظهروا في التحقيق دفع لهم المحققون مقابل "الدخول في هذه اللعبة"، لكنه في الوقت نفسه كشف حقيقة أصبحت من البداهة بمكان، حقيقة تعاظم خطر السياحة الجنسية ودعارة القاصرين ببلادنا. وما قضية المدرس الفرنسي والصحافي الإسباني و’’بنات السيدي’’ والبلجيكي فيليب السرفاتي وكوارث أخرى، إلا صورة قاتمة من مغرب ما بعد خمسين سنة من الاستقلال. إن تحقيق أنتينا تريس كان من المحتمل جدا أن يتخذ أبعادا خطيرة غير التي نحاها، إلا أن انحصار الفئة التي تابعت الموضوع الذي كان حكرا على أنتينا تريس، وصعوبة الحصول على تسجيل للتحقيق المذكور كبحت جماح ردود الأفعال وجعلتها تنحصر في بعض وسائل الإعلام وبعض فعاليات المجتمع المدني، التي لم يتبن لحد الآن أي منها هذه القضية. ثم إن الانشغال العام بقضية الرسومات الكاريكاتورية المسيئة للمصطفى عليه السلام صرفت انتباه العديدين عن هذه الفضيحة. وفي هذا السياق، سبق أن أنجزت قناة ’’إم بي سي’’ ضمن برنامجها ’’يلا شباب’’ تقريرا عن الدعارة بساحة جامع الفنا، ونفس الموضوع تطرقت إليه قناة ألمانية وأخرى إيطالية (الراي دووي) بالإضافة إلى عشرات الصحف والمجلات الغربية، ومنها مجلة (باراد) الفرنسية، التي أنجزت في السنة الماضية ملفا عن السياحة الجنسية في أكادير واعتبرت أن المشكلة لم تتفاقم مثل ما هو عليه في التايلاند وسيريلانكا والفليبين، ولكن المغرب مقبل تدريجيا ليتبوأ قائمة الدول التي تنتشر فيها السياحة الجنسية. إن ما جعل الخوف يتنامى هو تهافت الإعلام الدولي على تسليط الأضواء على فضائح المغرب الأخلاقية، مقابل صمت قاتل لكل القوى الحية بالبلاد وإحجامها عن إيجاد تفسيرات وحلول واقعية وعملية لما يقع، فكل فضائح المغرب الأخلاقية تنتهي بإغلاق المتابعات القضائية ولا يستتبعها أي تحليل موضوعي لمحاولة فهم الدواعي والمسببات، ثم إن معالجة القضايا المرتبطة بالفساد لا تتم، وفق منظور السلطات المغربية، إلا بالحملات الأمنية وموجة الاعتقالات التي تلي كل فضيحة أخلاقية يكون المغرب مسرحا لها. وما عدا ذلك فلا شيء يسجل. إن فرجة الأجانب على مآسينا الأخلاقية لن تتوقف عند تحقيق أنتينا تريس، فقد انتهت الأسبوع الماضي القناة الفرنسية الأولى TF1 من إنجاز تحقيق آخر حول الموضوع نفسه، موضوع دعارة القاصرين بالمغرب، والذي سيتم عرضه قريبا، ولا ينتظر الرأي العام المحلي من وراء عرض تحقيق القناة الفرنسية سوى حملة أمنية جديدة، فسلسلة اعتقلات لصرف الأنظار، ثم يليها سكون رهيب إلى حين اندلاع فضيحة أخرى، وهكذا دواليك...
دعارة القاصرين في المغرب : تحولت إلى مادة صحافية ...